https://youtu.be/WCZ6SowvIKw?fbclid=IwAR1yeaJk8tJwtEXuDJULQLWT7PTdEZTc3pdHhVdtPIbDqqeRfNnYFxUIhTI
السبت، 9 نوفمبر 2019
الأحد، 28 يوليو 2019
كلمات في الرد على الباحث الفلكي
بسم الله الرحمن الرحيم ثم الصلاة والسلام
على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد
فلقد طلع منذ أيام إنسان كنا نحسبه عالما
أو باحثا في علم الفلك، لكنه سرعان ما أصبح مفتيا في دين الله بالفلك كلفا بما
يعلمه في مجاله؛ وذلك أنه زعم في برامج مصورة أن الجزائريين مخدوعون بتوقيت صلاة
الصبح، فإنهم لا يصلونها في وقتها منذ كيت وكيت، وأن إمساكهم عن الطعام والشراب
مبكر جدا، والفرق بين توقيتهم وما يجب أن يكون هو قرابة أربعين دقيقة، وحجته في
ذلك أن الصبح حين يُصلى فيجب أن يكون النهار طالعا ضوؤه واضحا نوره، وليس كما يحدث
لنا فإننا نصلي الصبح ونخرج ولا يزال الظلام دامسا.
وللإجابة على هذه الدعاوى جمعت بعض
الأحاديث من الموطأ، لكي أبين أن زعم هذا الزاعم مردود عليه، فهو مبني على أغاليط
أهمها أنه يوهم الناس أن الصبح لا يحين إلا بعد انقشاع الضوء، وهذه الأغاليط
سيصدقها العامة ممن لا يفقهون أمر دينهم.
وأبدأ بعرض الأحاديث التي في الموطأ ليعرف
هذا ومن يوافقه أول وقت الصبح:
1.
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها
قالت: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي الصبح، فينصرف النساء متلفعات
بمروطهن، ما يُعرَفن من الغلس.
2.
أن عمر بن الخطاب كتب
إلى أبي موسى: ... وصلِّ الصبح والنجوم بادية مشتبكة، واقرأ فيها بسورتين طويلتين
من المفصل.
3.
في حديث عن أبي هريرة
رضي الله عنه أنه قال: وصلِّ الصبح بغبش، يعني الغلس.
بعد عرض الأحاديث نشرح كلمة الغبش والغلس وهما كلمتان تكررتا في حديثين فما
معناهما؟
ولننظر في لسان العرب فإن هذه عربية كان
يتكلم بها الفصحاء؛ يقول ابن منظور: "الغبش شدة الظلمة، وقيل: هو بقية الليل وقيل ظلمة آخر
الليل". وقال في معنى الغلس: "الغلس ظلام آخر الليل".
فلا شك أن صلاة الصبح يكون وقتها الاختياري من وقت الظلمة، وقد رأينا في الأحاديث أن عمر قال: وصلّ الصبح والنجوم بادية مشتبكة، وليست هذه الصفات في النجوم إذا بان الضوء.
فلا شك أن صلاة الصبح يكون وقتها الاختياري من وقت الظلمة، وقد رأينا في الأحاديث أن عمر قال: وصلّ الصبح والنجوم بادية مشتبكة، وليست هذه الصفات في النجوم إذا بان الضوء.
ثم انظروا يرحمكم الله إلى كلام أم المؤمنين وهي تصف انصراف المصلين من الصبح
، فإن انصرافهم كان بليل حتى لم يُعرف النساء، ولو كانوا ينصرفون والضوء باد ما
قالت هذا الكلام.
وتبعا لما وصفته أم المؤمنين فإن قراءة
المصلين لم تكن بالسريعة كما هو الأمر في أيامنا، فإنهم كانوا يقرؤون بطوال المفصل
كما أمر عمر بن الخطاب، وقراءة ذلك الجيل من الصحابة قراءة تأنٍ وتدبر وخشوع، ومع
ذلك ينصرفون ولا يزال الغلس، ولا يزال الظلام.
هذا لا يعني أن وقت الصبح لا يتسع إلى حين
انتشار الضوء، لكنه لا يعني أننا مخطئون في صلواتنا وصيامنا.
ومن هنا أقول لهذا المجترئ على دين الله:
عليك بتقوى الله وتعلم دينه من الكتاب والسنة وكتب الفقهاء، لا من الفلك، فهذا دين
بينه الله ..طارق عاشوري/ 22 ماي 2018م..
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)