![]() |
الكتاب رؤية جديدة لشخصية المتنبي التي
اشتهرت بين كتب الأدب والتاريخ والتراجم وكثرت فيها الأقوال والآراء، نشر أول مرة
على أساس أنه ترجمة جديدة للمتنبي، وبعد ذلك رأى محمود شاكر رحمه الله أنه لا بد
من التقديم بمقدمة أخرى هي رسالة في الطريق إلى ثقافتنا. وقد حواها بفوائد هي ما
أختصره هاهنا:
1. أسس الكاتب كتابه على منهج التذوق، فأتى
به مخالفا لكل التراجم والمؤلفات التي درست شعر وحياة أبي الطيب، وكذلك كان منهجه
في كل كتبه، يقول عن ذلك "كان منهجي كما نشأ واستتبّ في نفسي، كان منهجا يحمل
بطبيعة نشأته رفضا صريحا واضحا قاطعا غير متلجلج لأكثر المناهج الأدبية التي كانت
فاشية وغالبة، وصار لها السيادة على ساحة الأدب الخالص وغير الأدب الخالص إلى
يومنا هذا..."، وتلك المناهج التي يقصدها إنما هي المناهج المستوردة من الغرب
إلينا.
2.
في حديثه عن "ما قبل المنهج"
باعتباره أهم مقومات المنهج، يصرّ على أن الأصل الأخلاقي (الدين) هو أساس كل ثقافة
في كل أمة وفي كل جيل، فكل ما يأتي من ثقافة معينة إنما ينبع من دينها.
3. الموجة الاستشراقية التي عصفت ببلاد الإسلام في العصر الحديث إنما هي امتداد
للحروب الصليبية، بل محاولة لتدارك ما فشلت فيه الحروب العسكرية، وذلك بالهجوم
الثقافي، والتاريخ الذي يسرده المؤلف من الحروب إلى فتح القسنطينية إلى نهضة أوربا
أبرز دليل على ذلك
4. الاستشراق إنما كان خطة دفاعية هُدِفَ من خلالها إلى حماية عقل الأوربي المثقف
"من أن يتحرك في جهة مخالفة للجهة التي يستقبلها زحف المسيحية الشمالية على
دار الإسلام في الجنوب".
5. شروط المنهج ثلاثة: اللغة والثقافة والبراءة من الأهواء، وكلها منعدمة من عند
المستشرقين.
6. الثقافة العالمية باطل من القول لأن الخصوصيات في كل مجتمع تحول دون نجاحها.
7. نظام "دنلوب" التعليمي الذي وضعه سنة 1897م هو نظام مدمر قام على
محاولة تفريغ أطفال المدارس تفريغا كاملا من ماضيهم، وهو الذي تقوم عليه المنظومات
التعليمية لحد الساعة، ويرى شاكر أن المنهج التقليدي "الموسوعي"
والمتشابك هو الأسلم والأنجح في تكوين طالب العلم.
بعد هذه الرسالة يمضي شاكر إلى سرد ما سبق
إنتاج كتابه هذا من الأحداث التي أبرزها فتنة الشعر الجاهلي، وما تلا نشر كتابه
على النحو التالي:
كتاب المتنبي نشر أول مرة في عدد واحد من
مجلة المقتطف "يناير 1936".
سبق التفكير في الكتاب أحداث أبرزها قصة الشعر الجاهلي الذي فتن بها طه حسين الجامعة المصرية والعالم الإسلامي آنذاك بعد عودته من السربون بفرنسا وتأثره بمناهج الغرب ومعارفهم.
- كان طه حسين في محاضراته عن الشعر الجاهلي إنما يردد ما قاله من قبلُ "ديكارت" في منهجه "الشك"، ومرجليوث عن الشعر الجاهلي، وكان يرفض أن يناقشه واحد من طلبته الذين كان محمود شاكر أبرزهم.
سبق التفكير في الكتاب أحداث أبرزها قصة الشعر الجاهلي الذي فتن بها طه حسين الجامعة المصرية والعالم الإسلامي آنذاك بعد عودته من السربون بفرنسا وتأثره بمناهج الغرب ومعارفهم.
- كان طه حسين في محاضراته عن الشعر الجاهلي إنما يردد ما قاله من قبلُ "ديكارت" في منهجه "الشك"، ومرجليوث عن الشعر الجاهلي، وكان يرفض أن يناقشه واحد من طلبته الذين كان محمود شاكر أبرزهم.
كتاب المتنبي، اقترحه الأستاذ فؤاد صروف
مدير مجلة المقتطف على محمود محمد شاكر بمناسبة مرور ألف سنة على وفاة المتنبي.
بعد نشر الكتاب في المجلة فوجئ محمود شاكر
بأن هنالك من سطا عليه في كتابين:
1- الأول "ذكرى أبي الطيب بعد ألف عام" لـــ: عبد الوهاب عزّام، وصدر
بعد سبعة أشهر من صدور كتاب شاكر.
2- يقول محمود شاكر عن الكتاب الثاني: "أما الكتاب الثاني .. أما الكتاب
الثاني .. أما الكتاب الثاني، وأمرنا جميعا إلى الله، فهو كتاب الدكتور طه حسين
"مع المتنبي" الذي نشره بعد صدور كتابي بسنة واحدة أو أقل".
هذا بخلاصة مقتضبة محتوى المقدمة "الرسالة" التي أرفقها في الكتاب في طبعاته المتأخرة.
كتاب المتنبي:
هذا بخلاصة مقتضبة محتوى المقدمة "الرسالة" التي أرفقها في الكتاب في طبعاته المتأخرة.
كتاب المتنبي:
أهم القضايا التي درس محمود شاكر المتنبيَ من خلالها:
1.
تأكيد علوية المتنبي،
وتفنيد شائعة أنه ابن سقاء كان بالكوفة، وقد أثبت ذلك وكل ما أراد إثباته بذوقه
الأدبي لأبيات المتنبي، ومنها قوله:
ما بِقَوْمي شَرُفتُ بل شرفوا بي ~~~ وبنفسي فَخَرتُ لا بِجُدودي
وبِهِم فخرُ كلِّ من نطق الضا ~~~ د وعَوذُ الجاني، وغوث الطريد
وفخر من نطق الضاد هم أبناء رسول الله صلى الله عليه وسلم...
ما بِقَوْمي شَرُفتُ بل شرفوا بي ~~~ وبنفسي فَخَرتُ لا بِجُدودي
وبِهِم فخرُ كلِّ من نطق الضا ~~~ د وعَوذُ الجاني، وغوث الطريد
وفخر من نطق الضاد هم أبناء رسول الله صلى الله عليه وسلم...
2.
شائعة نبوة المتنبي لا
أساس لها، وكان سجنه لمحاولته إثبات علويته وليس لأنه تنبأ.
3.
المتنبي كان ذا مبادئ
ولم يكن ذا طمع وأهواء عمياء، فكان في ترحاله يقابل الملوك لحاجة في نفسه، وهي
إعادة المجد للعرب بعد سيطرة البويهيين والأعاجم على الخلافة، وفساد الأحوال، وهو
ما يفسر محبته لسيف الدولة الحمداني العربي العلوي
4.
أكثر التراجم التي
ترجمت لحياة المتنبي إنما هي من خصومه وأعدائه لذلك لم تكن عادلة في حقه.
5.
أصر محمود شاكر على أن المتنبي كان أحب
"خولة" أخت سيف الدولة الحمداني وجاء بشواهد من أشعاره تبين وتؤكد ذلك،
منها ما قاله في رثائها حين توفيت:
فليتَ طالعة الشمسين غائبة ~~~ وليت غائبة الشمسين لم تغبِ
وليت عينَ التي آبَ النّهارُ بها ~~~ فِداء عينِ التي زالت ولم تؤب
...
ولا ذكرتُ جميلا من صنائعِها ~~~ إلّا بكيت، ولا ودٌّ بلا سبب
قد كان كلّ حِجابٍ دون رؤيتها ~~~ فما قَنِعتِ لها يا أرض بالحجبِ
ولا رأيتِ عيون الإنس تدركها ~~~ فهل حسدتِ عليها أعين االشُّهُبِ
وهل سمعـتِ سلاما لي أَلَمّ بها ~~~ فقد أطلْتُ وما سلّمْتُ من كثبِ
...
فليتَ طالعة الشمسين غائبة ~~~ وليت غائبة الشمسين لم تغبِ
وليت عينَ التي آبَ النّهارُ بها ~~~ فِداء عينِ التي زالت ولم تؤب
...
ولا ذكرتُ جميلا من صنائعِها ~~~ إلّا بكيت، ولا ودٌّ بلا سبب
قد كان كلّ حِجابٍ دون رؤيتها ~~~ فما قَنِعتِ لها يا أرض بالحجبِ
ولا رأيتِ عيون الإنس تدركها ~~~ فهل حسدتِ عليها أعين االشُّهُبِ
وهل سمعـتِ سلاما لي أَلَمّ بها ~~~ فقد أطلْتُ وما سلّمْتُ من كثبِ
...
6.
ما روي في قصة مقتل المتنبي من أن قاتله
سمع منه أبياتا في منتهى الفحش مطلعها:
ما أنصف القوم ضبّه ~~~ وأمه الطُّرْطُبّه
وإنّما قلت ما قلت ~~~ رحمة لا محبّه
وهذا رفضه شاكر لأن ما فيها من هجاء فاحش أسفل من أدب المتنبي ، وإنما كان قاتله من بين من هجاهم أبو الطيب أيام كان عند سيف الدولة وكان قد أسرهم، فحفظوا له ذلك حقدا وقتلوه به.
هذا كتاب المتنبي، والجزء الذي تبقى قراءته هو جزء يرد فيه محمود شاكر على طه حسين في مسائل أساء فيها للمتنبي من بينها نبوءته وما أطلقه حسين من أن المتنبي لقيط لا يعرف أبوه ولا جده وغيرها.
ما أنصف القوم ضبّه ~~~ وأمه الطُّرْطُبّه
وإنّما قلت ما قلت ~~~ رحمة لا محبّه
وهذا رفضه شاكر لأن ما فيها من هجاء فاحش أسفل من أدب المتنبي ، وإنما كان قاتله من بين من هجاهم أبو الطيب أيام كان عند سيف الدولة وكان قد أسرهم، فحفظوا له ذلك حقدا وقتلوه به.
هذا كتاب المتنبي، والجزء الذي تبقى قراءته هو جزء يرد فيه محمود شاكر على طه حسين في مسائل أساء فيها للمتنبي من بينها نبوءته وما أطلقه حسين من أن المتنبي لقيط لا يعرف أبوه ولا جده وغيرها.
7.
ثم ختم الكتاب بتحقيقه
لعدد من التراجم لم تحقق من قبل
.
هذا ملخص مقتضب لما قرأته من الكتاب أردت أن أنقله إليكم أحبابي، وليس من رأى كمن سمع، فإنه من الكتب التي يتشرف المرء بقراءتها لأن كاتبه رجل غار على أمته وتراثها فجاء بهذا الكنز الذي لا أعرف له مثيلا.
هذا ملخص مقتضب لما قرأته من الكتاب أردت أن أنقله إليكم أحبابي، وليس من رأى كمن سمع، فإنه من الكتب التي يتشرف المرء بقراءتها لأن كاتبه رجل غار على أمته وتراثها فجاء بهذا الكنز الذي لا أعرف له مثيلا.
وصلى الله على محمد وآله والحمد لله رب العالمين.
..طارق عاشوري..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق